مفهوم الجمال عند الجاحظ

Authors

  • مختار قطش قسم اللغة العربية كلية الآداب واللغات جامعة منتوري قسنطينة

Abstract

لا شك أن القـيّم الجمالية متعددة ومتنوعة تنوّع الأفراد في تحسّـسهم للجمال. فمنهم من يراه ذاتيا ومنهم من يراه موضوعيا ومنهم من يجمع بين الذاتية والموضوعية. وإشكالية الجمال التي كانت محل اهتمام الفلاسفة القدامى – خاصة اليونانيين منهم – يجيب عنها الجاحظ إجابة يجمع فيها بين توظيف الاستدلال العقلي والنص النقلي وتحقيق المواءمة بينهما بما ينبئ أن القيم الجمالية تحتل الريادة بين القيم الأخرى لما لها من تعدد في المظاهر واتساع في الأفق، ومقدرة على معايرة القيم الأخرى. فالفعل الجمالي لا يرقى بمضمونه فحسب ولا بشكله فقط بل بشكله ومضمونه في آن واحد، لأن الشكل والمضمون يتحولان إلى غاية جمالية تطلب في كل عمل جمالي ماديا كان أم قوليا. ورسالة القيان التي ألفها الجاحظ بوحي من أبعاد الجمال الجسمية والقولية والخلقية خير ما يعبر عن مفهومه للجمال

Downloads

Download data is not yet available.

Author Biography

مختار قطش, قسم اللغة العربية كلية الآداب واللغات جامعة منتوري قسنطينة

قسم اللغة العربية

كلية الآداب واللغات

 

References

-1عبد الحميد حسين: الأصول الفنية في الأدب، مكتبة الأنجلو مصرية ، الطبعة الثانية مصر 1964 ص 18.

-2المرجع السابق، ص12.

-3زكي نجيب محمود : مقدمة آفاق القيمة تأليف والف بارتن بيري ترجمة عبد المحسن عاطف سلام مكتبة النهضة مصر 1968 ص 3.

-4 المرجع نفسه .

-5 عبد الحميد يونس: الأصول الفنية في الأدب ص 18، ولعل هذا ما يجرنا إلى القول: إن الجمال واقع في مجال الخير والحق ولا ينجم عنه إلا النفع والسرور ماديا وروحيا، وقد يكون الجمال فكريا متى ارتبط بالحق قيمة مثلى يطلبها بتزكية من قوى الخير الموجودة في الوجدان " فالوجدان غايته الجمال والفكر غايته الحق والنزوع غايته الخير" (كما يقول عبد الحميد يونس في المرجع نفسه ص 512 بيد أن هناك ثلاثة أنواع من الجمال حسب رأي ميمون الربيع:

- الجمال الجسماني وهو من طبيعة القيم المادية التي ندركها وتكون مادة الفن المباشرة.

- الجمال العقلي وهو من طبيعة القيم التي يعمل فيها الفهم أو العقل دون إهمال للمنطلق الحسي الذي تنطلق منه.

- الجمال الأخلاقي، وهو من طبيعة القيم الروحية يدرك بالضمير (من كتابه: نظرية القيم في الفكر المعاصر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1980، ص 54.

-6 جميل علوش، النظرية الجمالية في الشعر بين العرب والإفرنج، مجلد عالم الفكر، المجلد9

عدد21 . الكويت سبتمبر 2000. ص 247.

-7 هناك رأيان في التأريخ للنثر والشعر العربيين، رأي مصدره المدرسة الاستشراقية يذهب إلى أن الشعر أسبق من النثر، ورأي عربي خالص يذهب إلى أن النثر أسبق من الشعر غير أن ظهور الشعر والخطابة بهذين المستويين كفيلان بحمل مقومات جمالية ناضجة وهي الأهم في دراستنا هذه.

-8 الجاحظ القيان، تحقيق عبد السلام محمد هارون ضمن رسائل الجاحظ، مكتبة الخانجي، القاهرة1964 ص162. والجمال قد يكون بصريا أو صوتيا كما يكون في الحواس الأخرى ويكون خلقيا أو فكريا أو أسلوبيا وقد تجتمع هذه القيم معيارا لقيمة جمالية كما هو الشأن في رسالة القيان للجاحظ التي هي موضوع هذا المقال.

-9 المصدر السابق.

-10 ميشال عاصي: مفاهيم الجمالية والشعر في أدب الجاحظ دار العلم للملايين الطبعة الأولى بيروت 1974 ص 16.

-11 المرجع السابق ص 17.

-12 يقول العقاد: وقد طرق المعتزلة وعلماء الكلام كل باب مغلق من أبواب الأسرار الدينية التي حجرت عليها الكهانات القوية في الديانات الأولى فنظروا العقيدة الإلهية وفي أصول الخلق والوجود وأحكام التنبؤات وعددوا الأقوال والآراء في كل باب من هذه الأبواب على أوسع مدى وأصرح بيان ووسعهم الإسلام جميعا وان ضاق بفريق منهم في بعض الأحيان). ما يقال عن الإسلام-مكتبة رحاب –الجزائر-د.ت –ص ص 50-51.

-13 الربيع ميمون، نظرية القيم في الفكر المعاصر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1980 ص 227.

-14 المرجع السابق ص342.

-15 مروان القدومي : أزمة القيم في العالم العربي، مجلة التربية قطر 6/1 1996 ص 204.

-16 الجاحظ: حجج النبوة، شرح علي بوملحم ضمن الرسائل الكلامية، دار ومكتبة الهلال الطبعة الأولى بيروت 1987. 138-139.

يقول الله عز وجل "(في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون) الصافات 43 – 49 .

ويقول تعالى: "(في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون) الواقعة 12 – 19.

نلحظ أن جمال الصورة الحسية مرتبط بالجمال النفسي عند الحسان شأنها في ذلك شأن الكؤوس التي جمعت بين جمال الشكل والمضمون على السواء وما يقال عن الكأس يقال عن البيت الشعري وعلى أي ظاهرة من ظواهر الجمال.

-17 الجاحظ : القيان 147.

-18 المصدر السابق 160.

-19 المصدر السابق 158.

-20 المصدر السابق 161.

-21المصدر نفسه.

-22 المصدر السابق 162.

-23 سورة الملك : 3 – 4.

-24 الجاحظ: القيان 162.

-25 الجاحظ :البيان والتبيين تحقيق عبد السلام محمد هارون دار الفكر الطبعة 3مصر 1969،1/144.

-26 شارل بلا : الجاحظ في البصرة وبغداد وسامرا ، ترجمة إبراهيم الكيلاني، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1983، ص 364.

-27 إن تحكيم العقل في إصدار الحكم الجمالي يعد ميزة جاحظية لم يسبقه إليها أحد غيره من الفلاسفة الكبار في ذلك أرسطو. على بوملحم مقدمة كتاب القيان للجاحظ (رسائل الجاحظ الكلامية) دار ومكتبة الهلال الطبعة الأولى بيروت 1987 ص 11.

-28 الجاحظ : الحيوان تحقيق عبد السلام محمد هارون دار الكتاب العربي الطبعة3/1969-1/33

-29 وهو ما ينسجم مع روح الآية : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " التين 4.

-30 وهو المنهج الإسلامي في استجلاء صور الجمال فالمسلم " مدعو إلى الاتصاف بالجمال الذي هو البهاء والحسن في الفعل وفي الخلق وإلى تنمية إحساسه بالجمال الذي أودعه الله في الكون جمال الصور وجمال المعاني على السواء: محمد عمارة الإسلام والفنون الجميلة دار الشروق الطبعة1، بيروت والقاهرة 1991 ص 21.

- من الطريف أن الجاحظ الذي تمثل جمال المرأة لم يهمل جمال الرجل وقد كشف محمد الصغير بناني في كتابه : النظريات اللسانية والبلاغية عند الجاحظ (نشر ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1983) أن الجاحظ قد أسس لمفهوم الجمال على ثنائية النيروالسدى اللذين سبق بهما البنيوين المعاصرين الذين فتحوا بهما أمواجا جديدة في عالم اللسانيات الحديثة غيرت مجراها (ص 314، 315).

يقول بناني: " فالثوب ينسج على نيرين أو سدين كما يقول الجاحظ والكلام ينسج على محورين مثل الثوب وحتى الجمال فإنه يدرك من خلال بعدين متقاطعين بعد عمودي وبعد أفقي " وكان خالد جميلا ولم يكن بالطويل فقالت له امرأته إنك لجميل يا أبا صفوان قال: كيف تقولين وما في عمود الجمال ولا رداؤه ولا برنسه فقيل له ما عمود الجمال فقال : الطول ولست بطويل ورداؤه البياض ولست بأبيض، وبرنسه سواد الشعر وأنا أشمط ولكن قولي إنك لمليح ظريف" ونص الجاحظ من البيان والتبيين 1/340. وقريب من هذا المعنى قول الجاحظ نفسه "وإذا كان الأعرابي يعتريه البرص فيجعله زيادة في الجمال ودليلا على المجد" (البرصان والعرجان والعميان والحولان تحقيق محمد مرسي الخولى مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية بيروت 1981 ص10 إذ نلحظ أن ثنائية البياض والسواد مبنى تقويمي أفقي والطول والاعتدال مبنى تقويمي عمودي من عناصر تأسيس الجمال عند الرجل ماديا ومعنويا.

-31 الجاحظ: القيان 162.

-32 المصدر السابق 163

-33 المصدر السابق 170

-34 المصدر السابق 170–171

-35 المصدر السابق 171

-36 المصدر نفسه .

-37 المصدر نفسه .

-38 المصدر السابق 172

-39 المصدر السابق 173

-40 المصدر السابق 174

-41 المصدر نفسه .

-42 المصدر نفسه .

-43 المصدر السابق 175

-44 المصدر نفسه .

-45 يمكن أن نلحظ أمرا مهما وهو إسناد دور استجلاء جمال المرأة إلى الرجل واستجلاء جمال الرجل للمرأة وهو الأمر الطبيعي في مثل هذه الأمور يقول الجاحظ :"والنساء لا يبصرن من جمال النساء وحاجات الرجال وموافقتهن قليلا ولا كثيرا والرجال بالنساء أبصر وإنما تعرف المرأة من المرأة ظاهر الصفة" النساء: شرح على بوملحم 101 وفي القرآن الكريم : "وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم" سورة يوسف 31. ولعل إنكار الجاحظ على أبي نواس تمتعه بالغلمان يدخل في هذا المنظور الطبيعي كما يظهر من خلال رسالة الجاحظ: مفاخرة الجواري والغلمان.

ويقول الجاحظ : وكيف تسلم القينة من الفتنة وإنما تكسب الأهواء وتتعلم الألسن والأخلاق بالمنشأ من لدن مولدها إلى أوان وفاتها بما يصد عن ذكر الله من لهو الحديث وصنوف اللعب وبين الخلعاء والمجان ومن لا يسمع منه كلمة جد ولا يرجع منه إلى ثقة ولا دين ولا صيانة مروءة " القيان 176

-46 الجاحظ: القيان 176

-47 المصدر السابق 177-176

-48 المصدر نفسه.

-49يقول الجاحظ: وإذا رفعت القينة عقيرة حلقها تغنى حدق إليها فطرق وأصغى نحوها السمع، وألقى القلب إليها الملك، فأستبق السمع والبصر أيهما يؤدى إلى القلب ما أفاد منها قبل صاحبه، فيتوافيان عند حبه القلب فيفرغان ما وعياه" القيان 171.

-50 المصدر السابق170

-51 لعل مما يدل على ذلك قول الجاحظ : كان أحمد بن عبد الوهاب مفرطا القصر ويدعى أنه مفرط الطول وكان مربعا وتحسبه لسعة جفرته واستفاضة خاصرته مدورا وكان جعد الأطراف قصير الأصابع وهو في ذلك يدعي البساطة والرشاقة وأنه عتيق الوجه أخمص الباطن معتدل القامة تام العظم. وكان طويل الظهر قصير عظم الفخذ وهو مع قصر ساقه يدعى أنه طويل الباد رفيع العماد عادي القامة عظيم الهامة قد أعطى البسطة في الجسم والسعة في الفم. الجاحظ، رسالة التربيع والتدوير شرح على بوملحم (ضمن رسائل الجاحظ الكلامية) دار ومكتبة الهلال الطبعة الثانية بيروت 1991 ، ص431.

-52 الجاحظ : القيان 171.

-53 الجاحظ : البخلاء تحقيق طه الحاجري دار المعارف مصر 1958 ص 26

-54 الجاحظ القيان 171

-55 صالح بن رمضان: أدبية النص النثري عند الجاحظ سعيدان للطباعة تونس 90/93.

-56ربما اجتمع عندها من مربوطيها ثلاثة أو أربعة على انهم يتحامون من الاجتماع ويتغايرون عند الالتقاء فتبكي لواحد بعين وتضحك للآخر بالأخرى.الجاحظ :القيان 175.

-57 المصدر نفسه.

-58 المصدر نفسه.

-59 المصدر نفسه.

-60 المصدر نفسه.

-61 المصدر السابق177-176.

-62 المصدر السابق 178.

-63 الجاحظ : البخلاء 26.

-64 الجاحظ : القيان180 .

Published

2002-12-01

How to Cite

قطش م. (2002). مفهوم الجمال عند الجاحظ. Journal of Human Sciences , 13(2), 203–222. Retrieved from https://revue.umc.edu.dz/h/article/view/1036

Issue

Section

Articles