إسهام الجيش الإنكشاري في أوقاف الحرمين الشريفين خلال القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي

Authors

  • فهيمة عـمريوي جامعة خميس مليانة

Abstract

شهدت الجزائر، منذ ارتباطها بالباب العالي عام 1520، توافد دفعات من الجيش الإنكشاري من مختلف المناطق العثمانية وتمثلّت مهمته الأساسية في حماية الإيالة من الأخطار الخارجية والسهر على إحلال الأمن بالمنطقة. وإضافة إلى هذه المهمة المحورية، مارس الإنكشاري مهاما أخرى بمدينة الجزائر، كامتلاك العقارات والتصرف فيها بشتى أنواع المعاملات منها الوقف، وهو موضوع مداخلتنا حيث سنركز على إسهامهم في أوقاف الحرمين الشريفين، مع التعرض لطبيعة عقاراتهم داخل أسوار مدينة الجزائر وخارجها، ومعرفة الرتب التي ساهمت في هذه الممارسة الخيرية.

Downloads

Download data is not yet available.

References

جمع الكلمة انكشاري وهي كلمة تركية مركبة من مقطعين يني Yeni وتعني جديد وتشري çeri ومعناها الجيش أي الجيش الجديد الذي ظهر في عهد السلطان أورخان بعد أن رحب بفكرة الصدر الأعظم "قاره خليل جندرلي" والمتمثلة في إنشاء جيش جديد عن طريق الدفشرمة وهي عملية جمع أبناء المسيحيين كل خمس أو سبع سنوات وكان عددهم يصل في كل مرة إلى حوالي ألف طفل، كما كان السلطان العثماني يرسل كل ثلاث سنوات وفدا إلى منطقة الروملي للقيام بالمهمة نفسها، ثم تحولت في عهد بايزيد الأول (1389 – 1402م) إلى عملية دورية، وبعد استقدامهم يتم تلقينهم تعاليم الدين الإسلامي واللغة العثمانية، وتحضيرهم بدنيا للوظيفة المستقبلية الموكلة إليهم وهو ليس بالأمر الهين، فالعملية تطلبت وقتا طويلا لمحو كل الصلات التي تربطهم بأوطانهم وذويهم وحتى بدينهم المسيحي، بحيث أصبحوا لا يعرفون أبا إلا السلطان ولا حرفة إلا الجهاد، وبعد أن جمعت الدولة العثمانية عددا لا يستهان به توجهت بهم إلى شيخ الطريقة البكداشية الذي دعا لهم بالخير والنصر على الأعداء وأطلق عليهم اسم يني تشري أي الجيش الجديد، وكان لهذا الجيش نظام داخلي وقوانين يجب على الانكشاري الالتزام بها: منها الطاعة لقادة الجيش، والتمسك بمبادئ الشريعة الإسلامية والطريقة البكداشية، وعدم ممارسة المهن التي لا علاقة لها بالجانب العسكري .... للمزيد أنظر:

عبد العزيز محمد الشناوي، الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها ج1، القاهرة، المكتبة الأنجلو مصرية، ص 11.

- Weissmann, N. Les Janissaires, étude de l'organisation militaire des des des ottomans, des ottomans, Thèse pour le doctorat d'université présentée a la faculté des lettres de Paris, Paris, 1983, p p 35 – 36

يبلغ عددها حوالي خمسة عشر ألف وثيقة موزعة على مائة وأربعة وخمسين علبة تخص في معظمها مدينة الجزائر والمناطق المجاورة لها كالبليدة، والمدية وشرشال، وتغطي فترة زمنية تمتد من النصف الأول من القرن السادس عشر إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي، غير أن الوثائق الخاصة بالفترة الأولى والتي يرجع أقدمها على سنة 1525 تتميز بالندرة، أما عن طبيعة العقود التي تتضمنها فهي متنوعة تتعلق أساسا بقضايا الوقف، والملكيات الخاصة التي تمكن لصاحبها التصرف فيها سواءً كان بيعا أو شراء، وكذا القضايا المتعلقة بالخصومات وما ترتب عنها من عمليات بيع وشراء وإثبات نسب، إضافة إلى عقود الزواج والطلاق وعقود تصفية التركات والهبات... الخ، وهو ما جعلها تحتل أهمية بالغة في تسجيل مختلف أنماط التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمدينة الجزائر والمناطق المجاورة لها.

للمزيد أنظر:

عائشة غطاس، "سجلات المحاكم الشرعية وأهميتها في دراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي، بمجتمع مدينة الجزائر خلال العهد العثماني، إنسانيات، عدد3، 1997. ص ص 69- 86.

سوف نشير إلى هذه الوثائق مختصرة كما يلي: م ش، المحاكم الشرعية، ع: العلبة، و: الوثيقة.

يُعرف الحبس أو الوقف بأنه صدقة جارية يتم خلاله تحبيس المنافع والأملاك العقارية من دور وحوانيت وعلويات لصالح الفقراء والمساكين أو مؤسسة من المؤسسات الدينية والخيرية وينقسم الوقف إلى نوعين.

أ- الوقف الأهلي: هو وقف لا يتحول صرف منفعته على المصلحة العامة التي وقف من أجلها إلا بعد انقراض العقب وانقطاع نسل الواقف كما حددهم في نص وقفيته.

ب- الوقف الخيري: هو الذي تعود منفعته مباشرة إلى جهة الخير التي وقف من أجلها مثل المساجد والفقراء والزوايا... للمزيد عن تعريف الوقف وشروطه أنظر:

- Mercier E, Le habous au ouakf ses règles et sa jurisprudence, Alger, 1985, p p 10-13.

- ناصر الدين سعيدوني، دراسات في الملكية العقارية، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب 1986، ص 84.

نال فقراء الحرمين الشريفين اهتمام مختلف الشرائح الاجتماعية بما في ذلك سلاطين آل عثمان، للمزيد عن اهتمام سلاطين آل عثمان بقراء الحرمين ونوعية ومقدار الصدقات الموجهة لهم أنظر:

عايض بن خزام الروقي "اهتمام السلاطين العثمانيين بأوقاف الحرمين الشريفين"، العائلة والمهمشون في العالم العثمانى النساء والأطفال والفقراء، منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات زغوان، أوت 2002. ص59.

ناصر الدين سعيدوني، المرجع السابق، ص 84.

Vallière C Ch., L’Algérie en 1781 , mémoire du Consul, G- Ph. Vallière, publication par Lucien Chaillou SD, p 31.

م ش، ع 138 – 139، و 23.

سجلات البايلك, العلبة 22, السجل 129.

م ش ع، ع 29 – 30، و 7.

عائشة غطاس، "أوقاف الحرمين الشريفين بالجزائر إبان العهد العثماني مظهر من مظاهر التواصل بين الجزائر وبلاد الحجاز"، أعمال المؤتمر العلمي الخليجي المغاربي الأول حول: العلاقات بين دول الخليج والمغرب العربيين الواقع والمستقبل، تونس، ص 221.

نفسه، ص 222.

م ش، ع 138 – 139، و 23.

زهرة زكية، " الجيش الإنكشاري"، منشور في الدولة الجزائرية لحديثة و مؤسساتها، منشورات المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954، 2007، ص 79.

علي خلاصي، العمارة العسكرية العثمانية بمدينة الجزائر، الجزائر المتحف المركزي للجيش، 1985، ص 27.

زكية زهرة، المرجع السابق، ص 79.

تعتبر مؤسسة سبل الخيرات إحدى المؤسسات الوقفية الهامة بمدينة الجزائر إبان الفترة العثمانية و يعود تأسيسها إلى شعبان خوجة 1584 م وهي تشرف وترعى المساجد الحنفية الثمانية بمدينة الجزائر ... انظر :

زكية زهرة، "حول الأهمية التاريخية لأوقاف الأحناف بمدينة الجزائر من خلال ثلاث نماذج من الوثائق"، دراسات إنسانية، الوقف في الجزائر أثناء القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، دورية محكمة تصدرها كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، عدد خاص، 2000/2001، ص ص 156 ـ 157.

م ش،ع 63، و29.

م ش،ع87، و30.

عبد الله بن محمد الشويهد، مخطوط قانون أسواق مدينة الجزائر 1107- 1117هـ/ 1695- 1705، بيروت، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1427هـ/ 2006م ، ص 57.

هي من التقاليد العريقة للإدارة الإسلامية بالجزائر والتي دعمت في العهد العثماني، ويشرف على هذه المؤسسة موظف سامي يعرف ببيت المالجي ويساعده قاضي يلقب بالوكيل ومؤثقان يعرفان بالعدول، ومن مهامه النظر على التركات الشاغرة أو أملاك الغائبين وتصفية تركات الذين لم يخلفوا وريثا شرعيا، ومن مهامه أيضا الإشراف على مراسيم الدفن وصيانة المقابر، وبيع الأملاك المصادرة من طرف السلطة... عن هذه المؤسسة أنظر...

- ناصر الدين سعيدوني، المرجع السابق، ص ص 95 – 96.

- Aumerat , " La propriété urbaine à Alger " , Revue Africaine, N° 41, 1897, p323.

- Albert Devoulx. Tachrifat, recueil de notes historiques sur l’administration de l’ancienne régence d’Alger, Alger, 1852, p 20.

فهيمة عمريوي، الجيش الإنكشاري بمدينة الجزائر خلال القرن 12هـ/18 م، دراسة اجتماعية – اقتصادية من خلال سجلات المحاكم الشرعية، مذكرة لنيل شهادة ماجستير في التاريخ الحديث، جامعة الجزائر-2-, 2008- 2009، ص ص155- 156.

عائشة غطاس، الحرف والحرفيون الجزائر بمدينة 1700- 1830 مقاربة اجتماعية- اقتصادية، منشورات ANAP,2007، ص 274.

Tal Shuval, La ville d'Alger vers la fin du XVIIIe siècle. Population et cadre urbain, Paris, CNRS éditions, 1998, p 68.

زكية زهرة ، "الجيش ...، ص80.

للمزيد انظر: عائشة غطاس، الحرف والحرفيون...، ص ص 286- 290.

عن كيفية تولي الأغا لمنصبه والمهام الموكلة إليه أنظر:

- Albert Devoulx, « AHAD AMAN », au règlement politique et militaire, Revue Africaine, N 19, 1859, p p 218-219- Thomas Shaw, L’Algérie un siècle avant l’occupation Français au XVIII eme Siècle, Paris, Ed Carthage, 1968 ,p 91.

Père Dan, Histoire de la Barbarie et de ses corsaires, T2, Paris, Ed Racader, 1967, p 98.

Pananti, Relation d'un séjour à Alger, Paris, p 463.

Nahoum Weissmann, , op cit, p 68.

عائشة غطاس، الحرف والحرفيون....، ص 289.

زكية زهرة ، "الجيش...، ص79.

Tal Shuval, op cit, p 68.

عائشة غطاس:الحرف والحرفيون .....، ص289.

زكية زهرة، "الجيش ...، ص 80.

نفسه، ص80.

Laugier de Tassy, Histoire du royaume d’Alger, Paris, Laysel, 1992, p 138.

م ش، ع 41/2، و 3.

م ش،ع 138- 139، و34.

م ش،ع 4/2، و16.

م ش،ع 130- 131، و24.

م ش،ع76، و76.

م ش،ع56، و27.

م ش،ع119، و44.

م ش،ع 82، و24.

صانع الحبال الموجهة لربط الخيل. أنظر: عائشة غطاس، الحرف ...، ص 392.

م ش،ع 123، و31.

م ش، ع121، و26.

هو صانع الأحذية المصنوعة من النعل الأصفر وبائعها. أنظر: عائشة غطاس، الحرف ...، ص 391.

صناع القلنسوة الطويلة وبائعها. نفسه، ص 393.

صناع الخشب الموجه لصناعة الأسلحة. نفسه، ص 393.

م ش، ع 136/2-137، و111.

ناصر الدين سعيدوني، دراسات في الملكية ...، ص ص 78- 79.

م ش، ع 10/1، و 43.

م ش، ع 51، و 2.

م ش، ع 136- 137، و 73.

م ش، ع 76- 77، و 66.

André Raymond., Grandes villes arabes à l'époque Ottomane, Paris , Sindbad, 1985, p 186.

نور الدين عبد القادر، صفحات من تاريخ مدينة الجزائر من أقدم عصورها إلى التركي، الجزائر قسنطينة، مطبعة البعث، 1979، ص 31.

م ش،ع140، و103

م ش، ع58، و14.

م ش، ع41، و23.

م ش، ع 82 و24.

Tal Shuval, op cit, pp 216- 217.

عائشة غطاس، الحرف والحرفيون ... ص 325.

م ش، ع 62/1، و50.

م ش، ع 122، و26.

م ش، ع 39، و 76.

للمزيد عن الفحص وحدوده أنظر:

ناصر الدين سعيدوني الجزائر منطلقات وآفاق مقاربات للواقع الجزائري من خلال قضايا ومفاهيم تاريخية ، بيروت ، دار الغرب الإسلامي ، ط1 ، 2000م ، ص ص 394-395.

م ش، ع 47 / 1، و 60.

م ش، ع 76، و 76.

يعد المسجد الرئيسي لأتباع المذهب الحنفي بمدينة الجزائر ومقر المفتي الحنفي أيضا، تمّ تشييده بأمر من الجيش الإنكشاري على موقع المدرسة العنانية. وبدأت الأشغال به في 22 محرم 1067/ أكتوبر 1656 للمزيد أنظر:

- Albert Devoulx, Les édifices religieux de l’ancien Alger, pp132-119.

- Zakia Zahra, D’Istanbul à Alger : la fondation de waqf des Subul al-Khayrāt et ses mosquées hanéfites à l’époque ottomane (du début du XVIII siècle à la colonisation française), thèse pour obtenir le grade de docteur D’AIX Marseille Université, pp 67-74.

س م ش،ع 141، و41.

تم تشييد هذا المسجد عام 1097هـ/ 1685- 1686م من طرف الداي حجي حسين ميزومورطو الذي حكم الإيالة من 1686- 1690م. للمزيد عن هذا الداي والمسجد الذي شيده أنظر:

- رجاء رهيوي، دايات الجزائر صور و أبعاد 1671- 1830، مذكرة ماجستير في التاريخ الحديث، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإنسانية، قسنطينة، 2007- 2008، ص ص 30- 32.

- Albert. Devoulx, "Les édifices religieux de l'ancien Alger", Revue Africaine, N° 03, 1889, pp 28- 29.

أنظز الملحق رقم 2.

م ش، ع 16/1 ، و 23.

تم تشييدها من طرف حسن بن خير الدين سنة 958 / 1551 ، وتسمى أيضا بالثكنة الكبيرة وبمتاع اللبانجية... للمزيد أنظر:

- Adrien Berbrugger et Albert. Devoulx , " Les casernes des janissaires à Alger ", Revue Africaine, N03, 1858- 1859.

م ش، ع 4/1، و 28.

م ش، ع 119/120 ، و 47.

م ش، ع 28/2، و11.

Published

2014-06-01

How to Cite

عـمريوي ف. (2014). إسهام الجيش الإنكشاري في أوقاف الحرمين الشريفين خلال القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي. Journal of Human Sciences , 25(2), 63–86. Retrieved from https://revue.umc.edu.dz/h/article/view/1583

Issue

Section

Articles