قراءةٌ مُعَاصِرَةٌ في التّفْسِيرِ الإِسلامِيّ لآياتٍ عََنْ بَنى إِسْرَائِيل في سُورَةِ الإِسْرَاءِ

Authors

  • عبد الحميد بوكعباش كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية جامعة جيجل الجزائر

Abstract

إِنَّ سُورة الإِسراء، بآياتها ذات الموضوع الإِسرائيلي، في مقدّمتها ونهايتها، تختصر  بشكلٍ عجيب، التّاريخَ الأَرضي لبنى إِسرائيل، وتضَعُنا هذه الآياتُ أمامَ شريط مَرْئيّ،بالمعالم البارزة والأَحداث الكبرى في المسيرة التاريخية للشَّعب اليهودي، في الماضي والحاضر والمستقبل، بدءاً من سنة 7هِجْريّة:(غَزْوةُ خَيْبر) إلى سنة 17 هِجرية: (الدُّخول العُمَري لاستلام القُدْس من أَيْدي المسيحيين)، إِلى منتَصَف القرن العشرين للميلاد:(بداية فَتْرَةِ الكَرَّة اليهُوديّة على المسلمين)، التي بلغت أَوجها بعودة القدس إلى أَيديهم، مرَّةً أُخرى.إِنَّ آيات الإِسْراءِ، التي سنعرض إلى تحليلها هنا، ليست، فيما يبدو، إِلاّ تاريخاً للظّاهرة اليهوديّة، مع هدايةٍ إلى الطُّرُق المثْلى للتعامُل معها، وذلك بوضعها الإِسلامَ أمام خطورة الوعْيِ الإِسرائيلي المضادّ له في جميع العصور.

إِنه صراعٌ فكريّ إِيديولوجيّ، وعسكريّ مسلَّحٌ معاً، يبدو، حسْبَ ظاهر الآيات، ممتدّاً في أَغوار المستقبل، كان قد دشّنه نبيُّ الإِسلام (ص) سنة 7 ﻫ، وما يزال مستمرّاً قائماً حتى الآن، وفاقاً لظاهر النصّ القرآني، وللواقع التّاريخيّ كذلك.

لقد كانت هذه الآيات المستشرِفة لهذا الصِّراع، صراعِ الإِسلام مع اليهود، عند نزولها المبكِّر في مَكّةَ وقبل الهجرة بسنواتٍ، حديثاً مستقبليّاً محْضاً عن تطوُّر الصراع في الأَزْمِنة القادمة، في حين ظنَّها المنهجُ التقليديُّ في التفسير حديثاً ماضَوِيّاً يقصُّ علينا تاريخَ الشَّعب اليهوديّ قبل ظهور الإِسلام بقرونٍ، فاضطرب التَّفْسيرُ الإِسلاميّ في فهْمِها وتفسيرها، قديماً وحديثاً، أَيّمَا اضطراب.

 

Downloads

Download data is not yet available.

Author Biography

عبد الحميد بوكعباش, كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية جامعة جيجل الجزائر

كلية الآداب واللغات
والعلوم الاجتماعية

References

- الإمام الرّازي،التّفْسِيرُ الكبيرُ، ط3، دار إحياء التراث العربي، بيروت.د.ت. سُورةُ الإِسْراء/5.

- الطَّبَري، جامِعُ البَيَانِ في تَفْسِيرِ القُرْآن، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، طبعة بالأُوفست 1980، الإِسْراء الآية، 5.

- اُنظُرْ ابن عاشور، التَّحْريرُ والتَّنْوِيرُ، ط.الدار التونسية للنشر، تونس 1984، الإسراء، الآية 5 . ويُدرَجُ ابنُ عاشور ضمنَ المفسّرين القدماء، على الرّغم من مُعَاصَرَتِهِ لنا.

- سيّد قطْب، في ظِلالِ القُرْآن .ط دار الشروق، بيروت1982، الإِسراء، الآيةُ 5.

- الطَّبَري، الإِسراء الآية5.

- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى،(ذَلِكَ بِأَنهُمْ شَاقُّوا اللهَ ورسَولَهُ.) الحشْر/4، « إنما فعل اللهُ بهم ذلك، وسلَّطَ عليهم رسوله وعبادَهُ المؤمنين، لأنهم خالفوا اللهَ ورسوله، وكذَّبوا بما أَنزل اللهُ على رُسُلِه المتقدّمين في البِشارة بمحمّد (ص) وهُمْ يعرفونه كما يعرفون أَبْناءَهم..».

- تفسير ابن كثير، البَقَرَة/90.

- إِبراهيم عبد الكريم، إِسرائيلُ والنِّظَامُ الغَرْبيّ، مجلة، الوَحْدَة، المجلس القومي للثقافة العربية، العدد مايو 1989، ص23.

- جاء في لِسَان العَرَب لابن منظور، « العُلُوُّ، العَظَمَةُ والتَّجَبُّر، قال الحسن، الفَسَادُ، والمعاصِي.» وهذا المعنى لا شكَّ قاصرٌ، عن الإِحاطة بالمفهوم القُرْآني للمصطلح، ومما يؤْسَفُ له الاكتفاءُ بذكر نفس المعنى في معجمٍ ظهر بعد الأَوّل بأكثر من أَلْفِ عام،«العُلُوُّ، العَظَمَةُ والتَّجَبُّرُ.»، مُعْجَمُ أَلْفَاظِ القُرْآن الكريم.الهيئة المصرية العامّة للتأليف والنشر.1970 مادّة، عَلَا.

- رُوجِي غُارودي. مَلَفُّ إِسْرائيل، دراسةٌ للصّهيونية السّياسية، ط1 دار الشروق بيروت 1983، ص40.

- لعله، هيرودوس الكبير، مَلِكٌ يهوديّ، وليس من بابل،« قَتَلَ الكثير من أهْلِهِ وأَمَر بذبْحِ أَطْفال بيْت لحم.» المنْجِدُ في الإِعْلامِ، (هيرودوس). توفى سنة 4 ق.م

- تفسير الطَّبَري، الإِسراء/ 5.

- تفسير الطَّبَري، الآية.

- اُنْظُرْ، فهْمِي جدعان، أُسُسُ التَّقَدُّم عند مفكريّ الإِسلام في العالم العَرَبي الحديث.ط المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1983، الفصْلَ الأَوَّلَ، مِيَثافيزيقا التَّقَدُّم.

- الرُّؤْيةُ التَّفْسِيريّة، مجموعةٌ من الآراء والأفكار والمعتَقَدَاتِ، مُسَلَّمٌ بصحّتها في فترةٍ تاريخيةٍ ما، تساهم هذه المجموعةُ في توجيه التفسير وجهةً خاصّة، يظهَر خَطَؤُها بمرور فترة زمنية طويلة في الغالب، فيتغيَّر التفسيرُ تَبَعاً لذلك.

- التَّحْرِيرُ والتَّنْوِيرُ، الإِسْراءُ /6.

- اُنظُرْ تفسير الآية في، فَتْحِ القَدِير، للشّوْكاني، والتّحْرير والتّنوير،لابن عاشور.

- اُنظُرْ التَّحْرير والتَّنْوير، الآية.

- يُنظَر في هذا الصَّدَد التفاسير الكبرى الممثِّلة لعهودها التاريخية، تفسير الطَّبَري، الرَّازي، ابن عاشور، المراغي، سيّد قطْب، الصَّابوني، الآية.

- التَّحْرير والتَّنْوِير، الآية.

- محمّد الطاهر بن عاشور، التَّحْرير والتَّنْوير، الإِسراء، 7.

- الطَّبَرِي، الآية.

- اُنظُرْ تفسير الآية في التَّحْرير والتّنْوِير، وصَفْوَة التفاسير، للصّابوني، وغيرهما.

- رَوَى أَبُو داود في كتاب الجهاد، باب، الخروج مع أَئِمّة الجور،حديثًا مروياً عن أَنَس بن مالك، " الجهادُ ماضٍ منذُ بعثني اللهُ تعالى إلى أنْ يقاتل آخرُ أُمّتي الدجّالَ، لا يُبطله جورُ جائر ولا عدْلُ عادِلٍ."

- محمّد سبيلا، الإِديولوجيا، نحوَ نظْرٍة تكامُليّة، المركز الثقافي العربي، بيروت 1992، ص 204.

- اُنظُرْ، تفاسير، الطَّبَري، الرَّازِي، ابن عاشور، سيّد قطب، الآية المذكورة.

- سيّد قطب، الظِّلال، الآية.

- على سبيل المثال لا الحصر، يُنظَر، عبد الوهاب المسيري، الإيديولوجيا الصَّهْيُونية، دِرَاسةٌ في عِلْمِ اجتماعِ المعرفة، سلسلة عالم المعرفة، الكويت 1982، وكذا، مجلة الوَحْدَة، المجلس القومي للثقافة العربية، السنة 5 مايو 1988، محور العدد، نحو رؤْيا عَرَبيّةٍ للمشروع الصَّهْيُوني. حيث لا يوجد أَيُّ اهتداءٍ بدلالات نصوص القرآن، في الموضوع، في مقالات العدد كلّها، مع الأََسَف.

- إنها أَرْضُ مِصْرَ في قولٍ للطَّبَري، والرَّازي، والشَّوْكاني، أَوْ أنها، أرضُ الشَّام، في قولٍ آخَرَ للطَّبَري، وابن عاشور، اُنْظُرْ التَّفَاسير المذكورة.

- أبو زكريا يحي بن زياد الفَرَّاء، مَعَاني القُرْآن،3ج . ط3 . عالم الكتب بيروت 1983.الآية.

- الزَّمَخْشَري، الآية.

- أبو القاسم حاج حمْد، العَالميّةُ الإِسْلاميّةُ الثّانية، (ط دار المسيرة د.ت) ص 272.

Published

2010-12-01

How to Cite

بوكعباش ع. ا. (2010). قراءةٌ مُعَاصِرَةٌ في التّفْسِيرِ الإِسلامِيّ لآياتٍ عََنْ بَنى إِسْرَائِيل في سُورَةِ الإِسْرَاءِ. Journal of Human Sciences , 21(2), 277–308. Retrieved from https://revue.umc.edu.dz/h/article/view/564

Issue

Section

Articles