(من تداعيات الحرب البونية الأولى على قرطاج ثورة جندها المأجور (241-237 ق.م.)(1
Abstract
إنّ الهدف من هذا المقال هو دراسة النهاية المأساوية المترتّبة عن هزيمة قرطاج في نهاية الحرب البونية الأولى.
هذه النهاية الأليمة ما هي إلاّ تلك الإبادة الرهيبة التي اقترفتها الأوليغارشية التجارية التي تحكم قرطاج ضدّ جندها الذي دافع عن البلاد، وعوض تحمُّل القيادة مسؤولية الفشل في الحرب ضدّ روما، قام القادة القرطاجيون بالتخلّي عن جندهم دون دفع أدنى مستحقّاته.
إنّ هذا التقتيل يمثّل إبادة حقيقية، "إنّها الحرب التي لا تغتفر" حسب المؤرّخ بوليب، وفي سياق الأحداث حاولنا دراسة مختلف الوقائع المتعلّقة بهذا التمرّد كما يرى بعض المؤرّخين أو الثورة حسب بعضهم الآخر، ثمّ حاولنا أيضا دراسة الوضع في المعسكرين، على ضوء المصادر الإغريقية والرومانية على الخصوص، لاستخلاص نتائج جديدةDownloads
References
استعملنا هنا عبارة الثورة لأنّنا نرى أنّ مضمونها الاجتماعي يتوافق مع هذا الاصـطلاح، ويسمّيها بوليب : الحرب الليبية: - Polybe, I, 65, 6أمّا تيت- ليف فيسمّيها : الحرب الأفريقية : Tite-Live, 1, XXI, 4 ونرى أنّ عبارة الجند المأجور التي استعملناها أخفّ من عبارة حرب المرتزقة (Guerre des Mercenaires) التي استعملها اغزال، وحسب هذا الأخير فإنّ نصّ ديودور الصقلّي يطابق في أحيان كثيرة نصّ بوليب، ممّا يدلّ على أنّهما أخذا من مصدر واحد، ولكن يبقى بوليب هو المصدر الأساسي لهذه الحرب، أنظر :
-ٍS. Gsell, "Histoire Ancienne de l' Afrique du Nord", Ed. Hachette, Paris 1928, Tome III, p. 100.
وقد دامت هذه الثورة التي أطلق عيها أحمد صفر عبارة الكفاح التحريري ثلاث سنوات وأربعة أشهر من نهاية سنة 241 إلى بداية سنة 237 ق.م. أنظر: صفر (أحمد)، مدنية المغرب العربي في التاريخ، دار بوسلامة للنشر، تونس 1969، ص 208.
.2 نتساءل عن العلاقة ما بين إسم مؤسِّسة قرطاج وهو إليسّا والكلمة التي لا تزال تُستعمَل إلى يومنا هذا في لهجات اللغة الأمازيغية في صيغـــة الجمع وهي: ثولاّس (Thullas) وتعني النساء، وكلمة أخرى قريبة منها في النطق وتعني أخت الزوج، وإذا كان هذا المقال لا يتّسع لمناقشة مثل هذه المسائل فإنّنا أردنا لفت الانتباه إليها لا غير.
.3 استعملنا عبارة جالية في مقابل العبارة اللاتينية(Colonie) التي ألف المستعربون مقابلتها بمستعمرة، مع أنّ هذه الكلمة منفّرة لأنّها مرتبطة في الأذهان بالاستعمار.
.4 ليبيا في الجغرافيا القديمة وعلى الخصوص في المصادر الإغريقية هي ما نسمّيه اليوم المغرب الكبير أو أفريقيا الشمالية وقد يعمّم الاسم للدلالة على كلّ القارّة الأفريقية، والليبو- فينيقيون هم الليبيون المتفينقون أي مجموع الأهالي في القطر القرطاجي، أمّا النوميد فهم الليبيون المستقلّون عن قرطاج أي رعايا المملكة النوميدية.
.5 الحروب البونية هي سلسلة من الصراعات الحربية بين قرطاج وروما وكانت جزيرة صقلّية على الخصوص هي ميدان الحرب البونية الأولى (264-241 ق.م. ) أمّا الحرب البونية الثانية (218-201 ق.م.) فكان ميدانها إيطاليا ولكنّها انتهت في زاما بأفريقيا، وفي الحرب البونية الثالثة (194- 146 ق.م.) وهي الأخيرة قُضي على قرطاج نهائيا.
.6 كانت خسائر القرطاجيين كبيرة منها إغراق 50 سفينة والاستيلاء على 70 أخرى وأسر عشرة آلاف، وقد جمع الرومان كلّ الغنائم واتّجهوا بها نحو ميناء ليليبيا، ولم يجد القرطاجيون بدّا من طلب التفـاوض والصلح، فأملى عليهم الرومان شروطا غـاية في القسوة منها:
-جلاء القرطاجيين عن صقلّية.
-ألاّ يدخل القرطاجيون في حرب ضدّ حلفاء روما.
-إطلاق سراح كلّ الأسرى الرومان.
-دفع 2200 وزنة فضّة …، أنظر: صفر (أحمد)، مرجع سابق، ص ص 233-234.
.7 يقدّم بوليب رقما كبيرا هو 20000 وهو عدد جند قرطاج المأجور:13 Polybe, I, LXV,، وهؤلاء ليسوا كلّهم مرتزقة بمعنى الكلمة فلقد كانت الأغلبية الساحقة منهم من الليبيين رعايا قرطاج وفي هؤلاء عدد هامّ من المجنّدين قسرا أو الذين كانت قرطاج تعتبر تجنيدهم شكلا من أشكال الضريبة الواجب تقديمها من قبل رعاياها من الأهالي الليبيين. أنظر:
S. Gsell, H.A.A.N., T. II, p. 304, N°6.
.8 وجّه الجند المأجور اللوم إلى قرطاج لأنّها أرسلت إليهم قائدا لم يحاربوا تحت قيادته، وهو هانو المعروف بالغلظة في حقّ الأهالي: -Id., T.III, p. 106
.9 كان الثائرون قد قبلوا جيسكو حكما في قضيّتهم لأنّهم يحتفظون له بالتقدير أمّا هاميلكار فلم يكونوا يطمئنّون له ؛ أنظر: S. Gsell, op. cit., pp. 103-104 Polybe, I, LXVIII.;.
.10 الليبيون في اصطلاح النصوص القديمة هم الأفريقيون (المغاربيون Maghrébins كما نقول اليوم) من رعايا قرطاج وفي بعض المصادر يشار إليهم باسم الليبو – فينيقيين (Libyphéniciens) ، أنظر : - Diodore de Sicile, XXV, 2, 2. وقد شارك الليبيون بوصفهم رعايا لقرطاج في جميع حروب صقلية، وهي حروب قرطاج ضدّ الإغريق ثمّ الرومان من آخر القرن الخامس إلى منتصف القرن الثالث ق.م.، كما شاركوا في حروب توسّعات قرطاج في إسبانيا ابتداء من 237 ق.م.، وفي حروب هانيبال في إيطاليا في ما يُعرَف بالحرب البونية الثانية، وذكرت المصادر بأنّ عدد الليبين في فرق المشاة في جيش هانيبال في إيطاليا كان 12000 جندي، وفي جيش أخيه أسدروبال كان العدد 11850، أنظر: صفر (أحمد)، مدنيّة المغرب العربي في التاريخ، مرجع سابق، ص 169.
.11 إنّ انضمام الآلاف من الأهالي الليبيين والنوميد إلى الجند المأجور – في رأينا – حوّل التمرّد إلى ثورة حقيقية، ولا ريب أنّ موجة التذمّر التي امتدّت إلى جميع السكّان لم تتوقّف عند حدّ، بما في ذلك البونيون أنفسهم، ونحن لا نتبنّى تأويل المؤرّخين الغربيين الذي انساق وراءه الكثير والذي يجعل الحرب بين شعب وشعب، بل نرى أنّ الثورة "جماهيرية" وعواملها كانت كامنة، تنتظر الفرصة السانحة لا غير، وهي ثورة الجماهير على نظام طبقي، يقوم على حماية مصالح أوليغارشية تجارية، لا تتردّد في ارتكاب أيّ جرم مقابل الاحتفاظ بنفوذها وثرواتها، وما الإبادة التي تعرّض لها الجند المأجور – لأنّه طالب برواتبه – إلاّ دليل قاطع على ذلك.
.12 إنّ اشتراك الشعب في الحرب (ليبيون، نوميد...) أعطى للثورة بعدا أعمق، ويبدو أنّ المسألة تتخطّى قضيّة الأجور، وأنّ حالة التذمّر العامّ من نفوذ الأوليغارشية التجارية في قرطاج، وتعسّفها، كانت عامّة، وشملت البونيين أيضا، وحتّى العبيد انخرطوا في صفوف الثوّار: 3 II, Appien,، وذكر زوناراس بأنّهم عبيد مدينة قرطاج:Zonaras, VIII, 7 ؛ كما ذكر بوليب بأنّ كلّ رعايا قرطاج من الليبيين أصبحوا يتقاسمون التذمّر والشعور بالقهر مع الجند المأجور Polybe, I, 70,9.، وكان القرطاجيون قد فرضوا على السكّان في الأرياف خلال الحرب ضدّ روما تقديم نصف المحصول وضاعفوا الضرائب على سكّان المدن، أنظر:S. Gsell, op. cit., T. II, p. 303 ، ومنه نستنتج أنّ الاستعداد للثورة كان موجودا وأنّه ينتظر الوقت المناسب لا غير.
.13 أوتيكا، هي من أولى مراكز الاستيطان الفينيقي في المغرب القديم، وكان بينها وبين قرطاج تنافس كبير وصل إلى حدّ العداوة، بعد أن تبوّأت قرطاج المكانة الأولى، وموقع هذه المدينة في المكان المسمّى حاليا بوشاطر، عند مصبّ نهر المجردة، أمّا هيبو دياريتوس فقد بنيت على أنقاضها مدينة بنزرت الحالية.
.14 إنّ انضمام الآلاف من الأهالي الليبيين والنوميد إلى الجند المأجور– في رأينا – حوّل التمرّد إلى ثورة حقيقية، ولا ريب أنّ موجة التذمّر التي امتدّت إلى جميع السكّان لم تتوقّف عند حدّ، بما في ذلك البونيون أنفسهم، ونحن لا نتبنّى تأويل المؤرّخين الغربيين الذي انساق وراءه الكثير والذي يجعل الحرب بين شعب وشعب، بل نرى أنّ الثورة "جماهيرية " وعواملها كانت كامنة، تنتظر الفرصة السانحة لا غير، وهي ثورة الجماهير على نظام طبقي، يقوم على حماية مصالح أوليغارشية تجارية، لا تتردّد في ارتكاب أيّ جرم مقابل الاحتفاظ بنفوذها وثرواتها، وما الإبادة التي تعرّض لها الجند المأجور – لأنّه طالب برواتبه – إلاّ دليل قاطع على ذلك.
.15 ذكر بوليب أنّ عدد من تجنّد من الليبيين بلغ سبعين ألفا : - Polybe ; I. 73,3. ، وهذا رقم كبير ومبالغ فيه حسب اغزال :S. Gsell, op. cit., T. III, p. 106 .
Id. p. 108.
.17 كان ماطو يسيطر على المنافذ المؤدّية إلى قرطاج، وخاصّة الجسر الوحيد الذي يسمح بعبور نهر باغرادا (مجردة)، ويقابل المدينة التي لا يمكن لأحد الخروج منها أو الدخول إليها بعيدا عن أنظاره، إلاّ أنّ هاميلكار هو الآخر كان يبحث عن مخرج من الحصار المضروب حول قرطاج، وبينما هو يراقب الوضع لاحظ أنّ الرياح القوية التي تهبّ على مصبّ نهر باغرادا تملأه بالرمال ويكوّن شبه معبر يمكن المرو منه إلى الجهة الأخرى، وهي نقطة بعيدة عن أنظار المعسكر الآخر، فاحتفظ بهذه الملاحظة وعند نزول الليل أمر بانطلاق جيشه للعبور من ذلك المنفذ دون أن يثير انتباه عدوّه، وهكذا بوغت معسكر الثائرين الذي كان تحت قيادة سبينديوس هذا الأخير لم يجد بدّا من المواجهة الحربية، وأكثر من ذلك قام هاميلكار باعتماد حيلة غاية في الدهاء بحيث رتّب جنده : الفيلة في الأمام، ثمّ الفرسان وبعدهم المشاة، ثمّ أوعز إلى جيشه أن يوهم الخصم بأنّه انهزم، وأعلن الانسحاب بسرعة، وعندما لحق جيش الثائرين في نشوة استدار جيش قرطاج – حسب الخطّة – فكانت الضربة قاضية للثائرين، أنظر: Polybe, I.,76,1-10.
S. Gsell, op. cit. p. 112.
.19 لا يقدّم بوليب معلومات كافية حول موقع المعركة، أنظر الفقرات:; LXXVI, 10; LXXVII,6 Polybe, I., LXXV, 3. ومن المرجّح حسب اغزيل أن يكون المكان المسمّى : خنقة الحجّاج (Néphéris) بالقرب من زغوان، أنظر: S. Gsell, op. cit. p. 109 .
Ibid., T. III., p. 113.
.21 إنّ المعلومات القليلة التي سجّلها بوليب وهو مصدرنا الأساسي لا تكفي، ويبقى التساؤل عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى انتقال ناراواس إلى المعسكر القرطاجي قائما، وليس من السهل اعتبار الإقدام على تلك الخطوة عملا ارتجاليا اندفاعيا، فهل كان السبب في ذلك قيام صراع حول القيادة ؟ أم أنّه الاستنكاف من العمل تحت أوامر ضابط "مأجور" !، لأنّ ناراواس من أسرة ملكية وهو جدّ ماسينيسا ؟ صفر (أحمد) ؛ مرجع سابق، ص 207.
.22 لقد كان انتصار القرطاجيين غاية في الدموية والتنكيل، والحقيقة أنّ ميزان القوى كان قد رجح لصالح هاميلكار باركا منذ أن انضمّ إليه ناراواس فضلا عن أنّ هاميلكار يعدّ من أبرع ضبّاط عصره وليس في معسكر خصمه من يضاهيه، وبذلك تكون الخبرة – خاصّة على مستوى التخطيط – قد انتصرت على الإرادة، وإذاكن الرقم الذي سجّلته المصادر صحيحا فإنّ هاميلكار قلّ من يضاهيه في دمويّته، وبتلك المذبحة الرهيبة ستتّسع الهوّة بين الأوليغارشية التجارية في قرطاج وعمقها المغاربي.
.23 كان القادة الثلاث يدركون خطورة عواقب الحرب "النفسية" التي خطّط لها هاميلكار بدهاء كبير بدءا بعفوه عن الأسرى، وفي رأينا فإنّ هذا السخاء الذي أبداه ليس لمجرّد شعوره بالذنب في حقّ 10000 قتيل، بقدر ما هو ضرب لمعنويات الجند الثائر الذي سيجد نفسه بين شعور الخوف من انتقام هاميلكار منه، والأمل في الحصول على العفو، وهذان العاملان ليسا في صالح استمرار الثورة، لأنّهما يستبعدان الثقة في النصر، وقد وقف سبينديوس خطيبا في الجيش الثائر قائلا :... لا تغترّوا بما يتظاهر به هاميلكار من طيبة، إنّه مجرّد دهاء، وأنّه لا يريد سوى استدراجكم للوقوع بين يديه ثمّ يفتك بكم...، وأمر (سبينديوس) بأن يحتفظ بجيسكو أسيرا، ويورد بوليب استعمال موفد منتحل من الجند المأجور في سردينيا، وكان الجند هناك أيضا في ثورة على قرطاج، لإبعاد فكرة الصلح نهائيا، وفي الأخير لم يجد الثائرون بدّا من الإصرار على استمرار الحرب مهما كلّفهم ذلك، وثأراً للعشرة آلاف قتيل قاموا بقتل الأسرى القرطاجيين، وكان عددهم حوالي 700، وكان في عدادهم جيسكو وهو من كبار قادة قرطاج، ونكّل بهم ثمّ رموا في خندق، ورفض الثائرون تسليم جثثهم لدفنها، وعلى العموم كان الهيجان والغضب الشديد قد بلغ أوجه :- Polybe, I., LXXIX, LXXXI.
Polybe, LXXXII, 1-2.
.25 غانم محمّد الصغير، التوسّع الفينيقي في غربي البحر المتوسّط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1979، ص ص95-96.
.26 لا ندري كيف انقلب الأوتيكيون على قرطاج، ففي بداية الحرب، كانت أوتيكا إلى جانب قرطاج، ولعلّ العداوة التقليدية بين المدينتين عادت إلى الظهور من جديد، ولا ندري ما الذي جعل اغزيل يعبّر عن تضامن المدينة مع الليبيين بأنّه دون سبب، وفي رأينا أنّ الوشائج تكون متينة بين أوتيكا وظهيرها على الأقلّ، وهذا الظهير (Arrière - Pays) يكون آهلا بالسكّان الليبيين، ولا ريب أنّ أوتيكا كانت سوقا لمنتجاتهم. للمزيد أنظر:
S. Gsell, op. cit., pp. 116-117.
.27 لم يكن القائد ماطو موجودا في المعسكر، وقد تصرّف أولئك القادة دون الرجوع إليه
- Ibid. p. 119, Note 1.
.28 لا ندري مدى صحّة الرواية التي تتحدّث عن ثأر ماطو لسبينديوس - الذي أعدمه القرطاجيون ونكّلوا به - بقيامه بإعدام ثلاثين من الطبقة الأرستقراطية القرطاجية، وفي نفس المكان الذي صلب فيه سبينديوس،S. Gsell, Ibid. p. 122.، مع أنّ تفاوض سبينديوس كان خطأ كبيرا ترتّبت عنه زعزعة المعنويات في معسكر الثائرين، ولعلّ عدم الانسجام في جيش الثائرين الذي يتكوّن من أجناس متعدّدة كان له دور أيضا في ارتباك معسكرهم، وإذا كان دافع النوميد والليبيين عموما هو التحرّر من الحكم الأرستقراطي القرطاجي، ومسألة الأجور هي الفتيل الذي أشعل الحرب، فإنّ باقي الجند من الجنسيات الأخرى كان يحارب لنيل أجوره لا غير.
.29 -Polybe, I, 85. (Népos), Amilcar, II., 4. ; -Corneliusولا ريب أنّ ذكرى هذه الحرب ستظلّ شبحا مرعبا يحفر هوّة عميقة بين الأفريقيين (المغاربيون القدامى) والحكم الأوليغارشي في قرطاج.
.30 في هذا السياق يستنتج الأستاذ غانم محمد الصغير بأنّ البونيين ارتضوا لأنفسهم البقاء غرباء رغم استقرارهم في المنطقة أكثر من ثمانية قرون، أنظر: غانم محمّد الصغير، المملكة النوميدية والحضارة البونية، دار الأمّة، الجزائر 1998، ص 45، هامش 2.
Polybe, I., 88, p. 6-7.