الأصوات من منظور البلاغيين القدامى بين المرجعية اللغوية والخصوصية الإجرائية

''سر الفصاحة'' لابن سنان الخفاجي أنموذجا

الملخص

استفاد البلاغيون كثيرا من معطيات الدراسات الصوتية، حيث جعلوها أساسا لتحديد فصاحة الكلام وبلاغته إفرادا وتركيبا، وخصصوا لها مباحث مهمة في مدوناتهم. وقد تناولوا المكون الصوتي انطلاقا من أسئلة جمالية بلاغية وعيا منهم بأن الخطاب البلاغي، في بعديه الجمالي والتداولي، خطاب لغوي صوتي بالدرجة الأولى، لذلك ركزوا على دور الحروف وأثرها في المعنى ووظائفها في الكلام.

    ويعد ابن سنان الخفاجي من البارزين في ربط الصوت بالبلاغة، إذ قدّم –بروح الناقد الأديب- أسباب الفصاحة بدءا بالأصوات، فذكر أوصافها ومخارجها، وأثرها على الكلام بالاعتماد على دراسات اللغويين والبلاغيين، فكان محطة بارزة في الدراسات الصوتية ولكن من منظور بلاغي، إذ انصهرت لديه الدراسات السابقة فأثرت فيه كما أثّر في غيره.