الأنا والآخر في ضوء الكتابات ما بعد الكولونياليّة-كتابات محمّد ديب الرّوائيّة أنموذجا-
Mots-clés :
نظرية ما بعد الاستعمار, لصراع, الأنا, الآخ, الأدب المغاربي المكتوب باللّغة الفرنسيّةRésumé
تهدف هذه الدّراسة إلى تسليط الضّوء على هاجس من هواجس الكتابة الإبداعيّة وثوابتها عند الكاتب الجزائريّ الرّاحل محمّد ديب الّذي يعدّ من أبرز كتّاب الفرنكفونيّة بالمغرب العربيّ، كما يُصنّف في طليعة جيل استطاع أن يتحدّى الاستعمار الفرنسيّ عبر لغته نفسها، وأن يكتب أدبا جديدا فرنسيّ اللّغة جزائريّ الرّوح والانشغالات والهموم.
ويعّد الكاتب رائدا من روّاد الكتابة والإبداع في ظلّ نظريّة ما بعد الاستعمار الّتي تطرح جملة من القضايا الشّائكة للدّرس والمعالجة والتّفكيك، نحو: تجليّات الخطاب الاستعماري، ورفض الاستيلاب والاستعمار، وثنائيّة (الشّرق/ الجنوب، الغرب/ الشّمال)، وجدليّة الأنا والآخر والصّراع القائم بينهما؛ حيث يلحظ قارئ أعمال محمّد ديب الرّوائيّة ومتصفّحها أنّها قائمة على صراع الأنا والآخر، وذلك بدءًا من ثلاثيته الأولى (ثلاثيّة الجزائر) المواكبة لمرحلة الثورة التّحريريّة ممثّلة لمرحلة الواقعيّة الثّوريّة، مرورا بتلك الّتي واكب صدورها مرحلة ما بعد الاستقلال؛ حيث مثّلت مرحلتا الواقعيّة الفانتازيّة والواقعيّة الانتقاديّة بداية لتحوّلات الكتابة الإبداعيّة لدى الكاتب، والّتي أبرزت مدى تحرّره من قوالب التّعبير التّقليديّ مُفصحة عن نظرة فنيّة استوحاها من الظّروف الّتي كانت تشهدها الجزائر آنذاك في ظلّ اختلاف الأوضاع الّتي تراجع فيها الصّراع على المبادئ مفسحا المجال لاشتداد الصّراع على جني المكاسب، وصولا إلى رواية هابيل وكتاباته الشّماليّة الّتي كانت علامة فارقة في مساره الإبداعيّ على جميع المستويات؛ إذ عالجت موضوع الاغتراب والمنفى، محاولا من خلالها إعادة اكتشاف ذاته، معبّرا فيها عن نظرته للمجتمعات الأوروبيّة، ومبيّنا –من خلالها – صورة الأخر الأوروبي.
Téléchargements
Références
(1)-ZAOUI (Amine): des voix dans la tourmente, Paris, éd le temps des cerises, 1998.
(*)«ظلّ حارس» (Ombre gardienne) (196)، «صيغ» (Formulaires) (1970)، «أومنيروس» (Omneros) (1975)، «نار ما أجملها من نار» (Feu beau feu) (1979)، «آه، لتكن الحياة» (Ô Vive) (1987)، «الفجر إسماعيل» (L’Aube Ismaël) (1996)، «الطفل الجاز» (L’Enfant -JAZZ) (1998)، «القلب الزّاهد» (Le Cœur Insulaire) (2000).
(**)يُعدّ محمّد ديب رائد القصّة الجزائريّة المكتوبة باللّغة الفرنسيّة أيضًا؛ حيث أنجز: «في المقهى» (Au Café) (1961)، «الطّلسم» (Le Talisman) (1961)، «اللّيلة المتوحشة» (La nuit Sauvage) ( 1994)،
(***)«بابا فكران» (Baba Fekrane) (1959)، «حكاية القطّ الغاضب» (L’Histoire du Chat qui boude) (1975)، «سالم والمشغوذ» (Salem et le Sorcier) (2000)، «البرنيق الّذي عدّ نفسه حقيرًا» (L’Hippopotame qui se trouvait si vilain) (2001).
(****)تعاطى محمّد ديب المسرح نقدا ثمّ كتابة؛ حيث مارس النّقد المسرحي من خلال مقالاته الّتي بلغ عددها عشرون مقالة نُشرت في «الجزائر الجمهورية» «Alger républicain» في الفترة الممتدّة بين 28 جوان 1950 إلى 24 جانفي 1952، أمّا ممارسة الكتابة المسرحيّة فقد تجسّدت من خلال تلك الكتابات المسرحيّة الّتي كانت قبل أن يتفرّغ للعمل الإبداعيّ، وفي مسرحيته الوحيدة «ألف تحيّة لمتشرّدة» (Mille houras pour une gueuse) (1959).
(*****)نشر محمّد ديب عدّة مقالات تدور حول روبورتاجات متنوّعة أنجزها في الفترة المممتدّة ما بين 28 جوان 1950 و24 جانفي 1952 مسّت موضوعات شتّى، نحو: إضراب عمّال الأرض في عين طاية، والبطالة، وغلاء الأسعار، وذلك بالاشتراك مع كاتب ياسين وبيير لافون. إلى جانب اهتمامه بالنّقد المسرحيّ، وهي الموضوعات الّتي استعادها فيما بعد في أعماله الرّوائيّة. يُنظر: ديب (محمّد): كتابات في المسرح. ترجمة وتقديم: الشريف الأدرع، (د. ط)، مقامات للنّشر والتّوزيع، الجزائر، 2011، ص 13.
(******)نشر أولى قصائده سنة 1946 في مجلّة «الآداب»«Les lettres» الّتي كانت تصدر بجنيف (Genève) تحت اسم مستعار هو «ديابي»«Diabi»، وفي ٠٣ أفريل من سنة 1949 نشر قصيدة «نجمة النّسر»«Vega» في مجلّة «فورج» «Forge» مؤكّدا بذلك موهبته وميوله الأدبيين، ليعاد نشرها سنة ١٩٥٠ في جريدة «الجزائر الجمهورية» «Alger républicain»، وقد ضمّها محمّد ديب سنة ١٩٥٩ إلى أوّل ديوان شعريّ صدر له يحمل عنوان «ظلّ حارس». يُنظر:
SARI (Ali Hikmet): L’énigme de l’expérience créatrice dans l’Aube Ismaël – louange de Mohammed DIB.éd: ANWAR EL MAÂRIFA, p 95.
(2)-DÉJEUX (Jean): littérature Maghrébine de langue française – introduction générale et auteur, edition Naaman, Ottawa/Canada, 1973, p 161.
(3)-DÉJEUX (Jean): Situation de la littérature maghrébine, p 53.
-(4)بتقة (سليم): البعد الإيديولوجي في رواية الحريق لمحمّد ديب، ط1، منشورات مديريّة الثقافة لولاية بسكرة واتّحاد الكتّاب الجزائريين فرع ولاية بسكرة، بسكرة/ الجزائر، 2013، ص 93.
(5)-DÉJEUX (Jean): La Poésie Algérienne de 1830 à nos jours (Approches Socio-historiques). 2 èmeéd, edition publisud, Paris/ France, 1982, p 63.
(6)-KHADDA (Naget): Mohammed Dib- cette intempestive voix recluse, EDISUD, Aix, Aix-En-Provence, 2003, p 152.
-(7)الخبّاز (محمّد): صورة الآخر في شعر المتنبي (نقد ثقافي)، ط 1، المؤسسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت، 2009، ص 22.
-(8)المرجع نفسه، ص 23.
-(9)أبو العينين (فتحي): صورة الذّات وصورة الآخر في الخطاب الرّوائي العربيّ (تحليل سوسيولوجي لرواية «محاولة خروج»). ضمن كتاب: صورة الآخر العربي ناظرًا ومنظورًا إليه. تحرير: الطّاهر لبيب. ط1، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت/ لبنان، 1999، ص 812.
-(10)المرجع نفسه، ص 813.
-(11)ديب (محمد): الدّار لَكْبيره. تر: أحمد بن محمّد بكلي، (د. ط)، دار سيديا، الجزائر، 2013.
-(12)ديب (محمد): الحريق. تر: سامي الدروبي، (د. ط)، مكتبة أطلس، دمشق/ سوريا، 1965.
(13)-DIB (Mohammed): Un été africain. p 35.
-(14)الخطيبي (عبد الكبير): في الكتابة والتّجربة. تر: محمّد برادة، ط١، منشورات الجمل، بيروت/ لبنان، 2009، ص 68.
-(15)المرجع نفسه. ص 113.
-(16)يُنظر: الأطرش (يوسف): المنظور الروائي عند محمّد ديب. ص 93. والخطيبي (عبد الكبير): في الكتابة والتّجربة. ص 109.
-(17)ينظر: الأطرش (يوسف): المنظور الروائي عند محمّد ديب. ص 94.
-(18)جبور (أمّ الخير): الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية. ص 379.
-(19)المرجع نفسه. ص ٣٧٩.
-(20)الخبّاز (محمّد): صورة الآخر في شعر المتنبي (نقد ثقافي)، ص 26.
(21)-DIB (Mohammed):Le maitre de chasse. p 171.
-(22) الأطرش (يوسف): الكتابة والأسطورة، مجلة المساءلة، فصليّة تصدر عن اتّحاد الكتّاب الجزائريين. ع 1، ربيع 1991، ص 209.
-(23)يُنظر: الأطرش (يوسف): المنظور الرّوائيّ عند محمّد ديب. ص 111.
(24)-DIB (Mohammed) :Un été africain.éd Le Seuil, paris, p 8.
(25)-DIB Mohammed : Le Sommeil d’Eve. Ed Minos & La Différence, 2002, p 222.
(26)-Ibid, p 65.
-(27) بن علي (لونيس): الفضاء السّرديّ في الرّواية الجزائريّة (رواية الأميرة الموريسكيّة لمحمّد ديب نموذجا). ط1، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2015، ص 14.